الفصل الأول : في الغزل وشكوى الغرام

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيْرَانٍ بِذِيْ سَلَمِ

مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ

أَمْ هَبَّتِ الرِّيْحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَةٍ

وَأَوْمَضَ الْبَرْقُ فِي الظَّلْمَاءِ مِنْ اِضَمِ

فَمَا لِعَيْنَيْكَ اِنْ قُلْتَ اكْفُفَا هَمَتَا

وَمَا لِقَلْبِكَ اِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ

أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمٌ

مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرِمِ

لَوْلَا الْهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعًا عَلَى طَلَلٍ

وَلَا أَرِقْتَ لِذِكْرِ الْبَانِ وَالْعَلَمِ

فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبًّا بَعْدَ مَا شَهِدَتْ

بِهِ عَلَيْكَ عُدُوْلُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ

وَأَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَضَنَى

مِثْلَ الْبَهَارِ عَلَى خَدَّيْكَ وَالْعَنَمِ

نَعَمْ سَرَى طَيْفُ مَنْ أَهْوَى فَأَرَّقَنِيْ

وَالْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتِ بِالْأَلَمِ

يَا لَائِمِيْ فِي الْهَوَى الْعُذْرِيِّ مَعْذِرَةً

مِنِّيْ اِلَيْكَ وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ

عَدَتْكَ حَالِيَ لَا سِرِّيْ بِمُسْتَتِرٍ

عَنِ الْوُشَاةِ وَلَا دَائِيْ بِمُنْحَسِمِ

مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لَكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ

اِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِيْ صَمَمِ

اِنِّي اتَّهَمْتُ نَصِيْحَ الشَّيْبِ فِيْ عَذَلِي

وَالشَّيْبُ أَبْعَدُ فِيْ نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ

الفصل الثاني : في التحذير من هوى النفس

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

فَاِنَّ أَمَّارَتِيْ بِالسُّوْءِ مَا اتَّعَظَتْ

مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيْرِ الشَّيْبِ وَالْهَرَمِ

وَلَا أَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيْلِ قِرَى

ضَيْفٍ أَلَمَّ بِرَأْسِيْ غَيْرَ مُحْتَشِمِ

لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّيْ مَا أُوَقِّرُهُ

كَتَمْتُ سِرًّا بَدَا لِيْ مِنْهُ بِالْكَتَمِ

مَنْ لِيْ بِرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَوَايَتِهَا

كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ

فَلَا تَرُمْ بِالْمَعَاصِيْ كَسْرَ شَهْوَتِهَا

اِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّيْ شَهْوَةَ النَّهِمِ

وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهمِلْهُ شَبَّ عَلَى

حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِِِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ

فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيَهُ

اِنَّ الْهَوَى مَا تَوَلَّى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ

وَرَاعِهَا وَهْيَ فِي الْأَعْمَالِ سَائِمَةٌ

وَاِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعَى فَلَا تُسِمِ

كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً لِلْمَرْءِ قَاتِلَةً

مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِي الدَّسَمِ

وَاخْشَ الدَّسَائِسَ مِنْ جُوْعٍ وَمِنْ شِبَعٍ

فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ

وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلَأَتْ

مِنَ الْمَحَارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ

وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا

وَاِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ

وَلَا تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلَا حَكَمًا

فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ بِلَا عَمَلٍ

لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْلاً لِذِيْ عُقُمِ

أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ لَكِنْ مَا ائْتَمَرْتُ بِهِ

وَمَا اسْتَقَمْتُ فَمَا قَوْلِيْ لَكَ اسْتَقِمِ

وَلَا تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَوْتِ نَافِلَةً

وَلَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ وَلَمْ اَصُمِ

الفصل الثالث : في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ أَحْيَا الظَّلَامَ اِلَى

أَنِ اشْتَكَتْ قَدَمَاهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمِ

وَشَدَّ مِنْ سَغَبٍ أَحْشَاءَهُ وطَوَى

تَحْتَ الْحِجَارَةِ كَشْحًا مُتْرَفَ الْأَدَمِ

وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبٍ

عَنْ نَفْسِهِ فَأَرَاهَا أَيَّمَا شَمَمِ

وَأَكَّدَتْ زُهْدَهُ فِيْهَا ضَرُوْرَتُهُ

اِنَّ الضَّرُوْرَةَ لَا تَعْدُوْ عَلَى الْعِصَمِ

وَكَيْفَ تَدْعُوْ إِلَى الدُّنْيَا ضَرُوْرَةُ مَنْ

لَوْلَاهُ لَمْ تُخْرَجِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَدَمِ

مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْنِ

وَالْفَرِيْقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

نَبِيُّنَا الْآمِرُ النَّاهِيْ فَلَا أَحَدٌ

أَبَرَّ فِيْ قَوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَمِ

هُوَ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ تُرْجَى شَفَاعَتُهُ

لِكُلِّ هَوْلٍ مِنَ الْأَهْوَالِ مُقْتَحِمِ

دَعَا اِلَى اللهِ فَالْمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ

مُسْتَمْسِكُوْنَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ

فَاقَ النَّبِيِّيْنَ فِيْ خَلْقٍ وَفِيْ خُلُقٍ

وَلَمْ يُدَانُوْهُ فِيْ عِلْمٍ وَلَا كَرَمِ

وَكُلُّهُمْ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ مُلْتَمِسٌ

غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ

وَوَاقِفُوْنَ لَدَيْهِ عِنْدَ حَدِّهِمِ

مِنْ نُقْطَةِ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحِكَمِ

فَهْوَ الَّذِيْ تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُوْرَتُهُ

ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيْبًا بَارِئُ النَّسَمِ

مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيْكٍ فِيْ مَحَاسِنِهِ

فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيْهِ غَيْرُ مُنْقَسِمِ

دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارَى فِيْ نَبِيِّهِمِ

وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيْهِ وَاحْتَكِمِ

وَانْسُبْ اِلَى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ

وَانْسُبْ اِلَى قَدْرِهِ مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ

فَاِنَّ فَضْلَ رَسُوْلِ اللهِ لَيْسَ لَهُ

حَدٌّ فَيُعْرِبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ

لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آيَاتُهُ عِظَمًا

أَحْيَا اسْمُهُ حِيْنَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ

لَمْ يَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَا الْعُقُوْلُ بِهِ

حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمِ

أَعْيَا الْوَرَى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرَى

فِي الْقُرْبِ وَالْبُعدِ فِيْهِ غَيْرُ مُنْفَحِمِ

كَالشَّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ مِنْ بُعُدٍ

صَغِيْرَةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أَمَمِ

وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِي الدُّنْيَا حَقِيْقَتَهُ

قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عَنْهُ بِالْحُلُمِ

فَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيْهِ أَنَّهُ بَشَرٌ

وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ

وَكُلُّ آيٍ أَتَى الرُّسْلُ الْكِرَامُ بِهَا

فَاِنَّمَا اتَّصَلَتْ مِنْ نُوْرِهِ بِهِمِ

فَاِنَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبُهَا

يُظْهِرْنَ أَنْوَارَهَا لِلنَّاسِ فِي الظُّلَمِ

أَكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيٍّ زَانَهُ خُلُقٌ

بِالْحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالْبِشْرِ مُتَّسِمِ

كَالزَّهْرِ فِيْ تَرَفٍ وَالْبَدْرِ فِيْ شَرَفٍ

وَالْبَحْرِ فِيْ كَرَمٍ وَالدَّهْرِ فِيْ هِمَمِ

كَأَنَّهُ وَهْوَ فَرْدٌ مِنْ جَلَالَتِهِ

فِيْ عَسْكَرٍ حِيْنَ تَلْقَاهُ وَفِيْ حَشَمِ

كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِيْ صَدَفٍ

مِنْ مَعْدِنَيْ مَنْطِقٍ مِنْهُ وَمُبْتَسَمِ

لَا طِيْبَ يَعْدِلُ تُرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ

طُوْبَى لِمُنْتَشِقٍ مِنْهُ وَمُلْتَثِمِ

الفصل الرابع : في مولده عليه الصلاة والسلام

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

أَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيْبِ عُنْصُرِهِ

يَا طِيْبَ مُبْتَدَإٍ مِنْهُ وَمُخْتَتَمِ

يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيْهِ الْفُرْسُ أَنَّهُمُ

قَدْ أُنْذِرُوْا بِحُلُوْلِ الْبُؤْسِ وَالنِّقَمِ

وَبَاتَ اِيْوَانُ كِسْرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ

كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ مُلْتَئِمِ

وَالنَّارُ خَامِدَةُ الْأَنْفَاسِ مِنْ أَسَفٍ

عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِي الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ

وَسَاءَ سَاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا

وَرُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْظِ حِيْنَ ظَمِيْ

كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَاءِ مِنْ بَلَلٍ

حُزْنًا وَبِالْمَاءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ

وَالْجِنُّ تَهْتِفُ وَالْأَنْوَارُ ساطِعَةٌ

وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى وَمِنْ كَلِمِ

عَمُوْا وَصَمُّوْا فَإِعْلَانُ الْبَشَائِرِ لَمْ

تُسْمَعْ وَبَارِقَةُ الْاِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ

مِنْ بَعْدِ مَا أَخْبَرَ الْأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ

بِأَنَّ دِيْنَهُمُ الْمُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ

وَبَعْدَ مَا عَايَنُوْا فِي الْأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ

مُنْقَضَّةٍ وَفْقَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ صَنَمِ

حَتَّى غَدَا عَنْ طَرِيْقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ

مِنَ الشَّيَاطِيْنِ يَقْفُوْ اِثْرَ مُنْهَزِمِ

كَأَنَّهُمْ هَرَبًا أَبْطَالُ أَبْرَهَةٍ

أَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِيْ

نَبْذًا بِهِ بَعْدَ تَسْبِيْحٍ بِبَطْنِهِمَا

نَبْذَ الْمُسَبِّحِ مِنْ أَحْشَاءِ مُلْتَقِمِ

الفصل الخامس : في معجزاته صلى الله عليه وسلم

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

جَاءَتْ لِدَعْوَتِهِ الْأَشْجَارُ ساجِدَةً

تَمْشِيْ اِلَيْهِ عَلَى سَاقٍ بِلَا قَدَمِ

كَأَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ

فُرُوْعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطِّ فِي الَّلقَمِ

مِثْلَ الْغَمَامَةِ أَنَّى سَارَ سَائِرَةً

تَقِيْهِ حَرَّ وَطِيْسٍ لِلْهَجِيْرِ حَمِيْ

أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ

مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُوْرَةَ الْقَسَمِ

وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ

وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِيْ

فَالصِّدْقُ فِي الْغَارِ وَالصِّدِّيْقُ لَمْ يَرِمَا

وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ

ظَنُّوا الْحَمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوْتَ عَلَى

خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ

وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ

مِنَ الدُّرُوْعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الْأُطُمِ

مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ

اِلَّا وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ

وَلَا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ

اِلَّا اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ

لَا تُنْكِرِ الْوَحْيَ مِنْ رُؤْيَاهُ اِنَّ لَهُ

قَلْبًا اِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ

وَذَاكَ حِيْنَ بُلُوْغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ

فَلَيْسَ يُنْكَرُ فِيْهِ حَالُ مُحْتَلِمِ

تَبَارَكَ اللهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ

وَلَا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ

كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ

وَأَطْلَقَتْ أَرِبًا مِنْ رِبْقَةِ اللَّمَمِ

وَأَحْيَتِ السَّنَةَ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ

حَتَّى حَكَتْ غُرَّةً فِي الْأَعْصُرِ الدُّهُمِ

بِعَارِضٍ جَادَ أَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا

سَيْبًا مِنَ الْيَمِّ أَوْ سَيْلٌ مِنَ الْعَرِمِ

الفصل السادس : في شرف القرآن ومدحه

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

دَعْنِيْ وَوَصْفِيَ آيَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ

ظُهُوْرَ نَارِ الْقِرَى لَيْلًا عَلَى عَلَمِ

فَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْناً وَهْوَ مُنْتَظِمٌ

وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ

فَمَا تَطَاوُلُ آمَالِ الْمَدِيْحِ اِلَى

مَا فِيْهِ مِنْ كَرَمِ الْأَخْلَاقِ وَالشِّيَمِ

آيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثَةٌ

قَدِيْمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوْفِ بِالْقِدَمِ

لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهْيَ تُخْبِرُنا

عَنِ الْمَعَادِ وعَنْ عَادٍ وعَنْ اِرَمِ

دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ

مِنَ النَّبِيِّيْنَ اِذْ جَاءَتْ وَلَمْ تَدُمِ

مُحَكَّمَاتٌ فَمَا تُبْقِينَ مِنْ شُبَهٍ

لِذِيْ شِقَاقٍ وَمَا تَبْغِينَ مِنْ حَكَمِ

مَا حُوْرِبَتْ قَطُّ اِلَّا عَادَ مِنْ حَرَبٍ

أَعْدَى الْأَعَادِيْ اِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ

رَدَّتْ بَلَاغَتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا

رَدَّ الْغَيُورِ يَدَ الْجَانِيْ عَنِ الْحَرَمِ

لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فِيْ مَدَدٍ

وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الْحُسْنِ وَالْقِيَمِ

فَمَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَجَائِبُهَا

وَلَا تُسَامُ عَلَى الْاِكْثَارِ بِالسَّأَمِ

قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيْهَا فَقُلْتُ لَهُ

لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ

إِنْ تَتْلُهَا خِيْفَةً مِنْ حَرِّ نَارِ لَظَى

أَطْفَأْتَ حَرِّ لَظَى مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ

كَأَنَّهَا الْحَوْضُ تَبْيَضُّ الْوُجُوْهُ بِهِ

مِنَ الْعُصَاةِ وَقَدْ جَاؤُوْهُ كَالْحُمَمِ

وَكَالصِّرَاطِ وَكَالْمِيْزَانِ مَعْدِلَةً

فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرِهَا فِي النَّاسِ لَمْ يَقُمِ

لَا تَعْجَبَنْ لِحَسُوْدٍ رَاحَ يُنْكِرُهَا

تَجَاهُلًا وَهْوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ الْفَهِمِ

قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ

وَيُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ

الفصل السابع : في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

يَا خَيْرَ مَنْ يَمَّمَ الْعَافُوْنَ سَاحَتَهُ

سَعْيًا وَفَوْقَ مُتُوْنِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ

وَمَنْ هُوَ الْآيَةُ الْكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ

وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُظْمَى لِمُغْتَنِمِ

سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلًا اِلَى حَرَمٍ

كَمَا سَرَى الْبَدْرُ فِيْ دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ

وَبِتَّ تَرْقَى اِلَى أَنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً

مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُرَمِ

وَقَدَّمَتْكَ جَمِيْعُ الْأَنْبِيَاءِ بِهَا

وَالرُّسْلِ تَقْدِيْمَ مَخْدُوْمٍ عَلَى خَدَمِ

وَأَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ

فِيْ مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيْهِ صَاحِبَ الْعَلَمِ

حَتَّى اِذَا لَمْ تَدَعْ شَأْوًا لِمُسْتَبِقٍ

مِنَ الدُّنُوِّ وَلَا مَرْقًى لِمُسْتَنِمِ

خَفَضْتَ كُلَّ مَقَامٍ بِالْاِضَافَةِ اِذْ

نُودِيْتَ بِالرَّفْعِ مِثْلَ الْمُفْرَدِ الْعَلَمِ

كَيْمَا تَفُوْزَ بِوَصْلٍ أَيِّ مُسْتَتِرٍ

عَنِ الْعُيُوْنِ وَسِرٍّ أَيِّ مُكْتَتَمِ

فَحُزْتَ كُلَّ فَخَارٍ غَيْرَ مُشْتَرَكٍ

وَجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرَ مُزْدَحَمِ

وَجَلَّ مِقْدَارُ مَا وُلِّيْتَ مِنْ رُتَبٍ

وَعَزَّ اِدْرَاكُ مَا أُوْلِيْتَ مِنْ نِعَمِ

بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الْاِسْلَامِ اِنَّ لَنَا

مِنَ الْعِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ

لَمَّا دَعَا اللهُ دَاعِيْنَا لِطَاعَتِهِ

بِأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا أَكْرَمَ الْأُمَمِ

الفصل الثامن : في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

رَاعَتْ قُلُوْبَ الْعِدَا أَنْبَاءُ بِعْثَتِهِ

كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلًا مِنَ الْغَنَمِ

مَا زَالَ يَلْقَاهُمُ فِيْ كُلِّ مُعْتَرَكٍ

حَتَّى حَكَوْا بِالْقَنَا لَحْمًا عَلَى وَضَمِ

وَدُّوا الْفِرَارَ فَكَادُوْا يَغْبِطُونَ بِهِ

أَشْلَاءَ شَالَتْ مَعَ الْعِقْبَانِ وَالرَّخَمِ

تَمْضِي اللَّيَالِيْ وَلَا يَدْرُوْنَ عِدَّتَهَا

مَا لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ

كَأَنَّمَا الدِّيْنُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ

بِكُلِّ قَرْمٍ اِلَى لَحْمِ الْعِدَا قَرَمِ

يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيْسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ

يَرْمِيْ بِمَوْجٍ مِنَ الْأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ

مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ لِلهِ مُحْتَسِبٍ

يَسْطُوْ بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصْطَلِمِ

حَتَّى غَدَتْ مِلَّةُ الْاِسْلَامِ وَهْيَ بِهِمْ

مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُوْلَةَ الرَّحِمِ

مَكْفُوْلَةً أَبَدًا مِنْهُمْ بِخَيْرِ أَبٍ

وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ

هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادِمَهُمْ

مَاذَا رَأَوْا مِنْهُمُ فِيْ كُلِّ مُصْطَدَمِ

وَسَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْرًا وَسَلْ أُحُدًا

فُصُوْلَ حَتْفٍ لَهُمْ أَدْهَى مِنَ الْوَخَمِ

اَلْمُصْدِرِي الْبِيْضِ حُمْرًا بَعْدَ مَا وَرَدَتْ

مِنَ الْعِدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِنَ الِّلمَمِ

وَالْكَاتِبِيْنَ بِسُمْرِ الْخَطِّ مَا تَرَكَتْ

أَقْلَامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنْعَجِمِ

شَاكِي السِّلَاحِ لَهُمْ سِيْمَى تُمَيِّزُهُمْ

وَالْوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيْمَا مِنَ السَّلَمِ

تُهْدِيْ اِلَيْكَ رِيَاحُ النَّصْرِ نَشْرَهُمُ

فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ فِي الْأَكْمَامِ كُلَّ كَمِيْ

كَأَنَّهُمْ فِيْ ظُهُوْرِ الْخَيْلِ نَبْتُ رُبًا

مِنْ شِدَّةِ الْحَزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الْحُزُمِ

طَارَتْ قُلُوْبُ الْعِدَا مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا

فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْبَهْمِ وَالْبُهَمِ

وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُوْلِ اللهِ نُصْرَتُهُ

اِنْ تَلْقَهُ الْأُسْدُ فِيْ آجَامِهَا تَجِمِ

وَلَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرِ مُنْتَصِرٍ

بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ

أَحَلَّ أُمَّتَهُ فِيْ حِرْزِ مِلَّتِهِ

كَاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الْأَشْبَالِ فِيْ أَجَمِ

كَمْ جَدَّلَتْ كَلِمَاتُ اللهِ مِنْ جَدَلٍ

فِيْهِ وَكَمْ خَصَمَ الْبُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ

كَفَاكَ بِالْعِلْمِ فِي الْأُمِّيِّ مُعْجِزَةً

فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيْبِ فِي الْيُتُمِ

الفصل التاسع : في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

خَدَمْتُهُ بِمَدِيْحٍ أَسْتَقِيْلُ بِهِ

ذُنُوْبَ عُمْرٍ مَضَى فِي الشِّعْرِ وَالْخِدَمِ

اِذْ قَلَّدَانِيَ مَا تُخْشَى عَوَاقِبُهُ

كَأَنَّنِيْ بِهِمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ

أَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فِي الْحَالَتَيْنِ وَمَا

حَصَلْتُ اِلَّا عَلَى الْآثَامِ وَالنَّدَمِ

فَيَا خَسَارَةَ نَفْسٍ فِيْ تِجَارَتِهَا

لَمْ تَشْتَرِ الدِّيْنَ بِالدُّنْيَا وَلَمْ تَسُمِ

وَمَنْ يَبِعْ آجِلًا مِنْهُ بِعَاجِلِهِ

يَبِنْ لَهُ الْغَبْنُ فِيْ بَيْعٍ وَفِيْ سَلَمِ

اِنْ آتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِيْ بِمُنْتَقِضٍ

مِنَ النَّبِيِّ وَلَا حَبْلِيْ بِمُنْصَرِمِ

فَاِنَّ لِيْ ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِيْ

مُحَمَّدًا وَهْوَ أَوْفَى الْخَلْقِ بِالذِّمَمِ

اِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْ مَعَادِيْ آخِذًا بِيَدِي

فَضْلًا وَاِلَّا فَقُلْ يَا زَلَّةَ الْقَدَمِ

حَاشَاهُ أَنْ يَحْرِمَ الرَّاجِيْ مَكَارِمَهُ

أَوْ يَرْجِعَ الْجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ

وَمُنْذُ أَلْزَمْتُ أَفْكَارِيْ مَدَائِحَهُ

وَجَدْتُهُ لِخَلَاصِيْ خَيْرَ مُلْتَزِمِ

وَلَنْ يَفُوْتَ الْغِنَى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ

اِنَّ الْحَيَا يُنْبِتُ الْأَزْهَارَ فِي الْأَكَمِ

وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِي اقْتَطَفَتْ

يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنَى عَلَى هَرَمِ

الفصل العاشر : في المناجاة وعرض الحاجات

مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَآئِمًا أَبَدًا

عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

۩

يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِيْ مَنْ أَلُوْذُ بِهِ

سِوَاكَ عِنْدَ حُلُوْلِ الْحَادِثِ الْعَمَمِ

وَلَنْ يَضِيْقَ رَسُوْلَ اللهِ جَاهُكَ بِيْ

اِذَا الْكَرِيْمُ تَجَلَّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ

فَإِنَّ مِنْ جُوْدِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا

وَمِنْ عُلُوْمِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ

يَا نَفْسُ لَا تَقْنَطِيْ مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ

اِنَّ الْكَبَآئِرَ فِي الْغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ

لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّيْ حِيْنَ يَقْسِمُهَا

تَأْتِيْ عَلَى حَسَبِ الْعِصْيَانِ فِي الْقِسَمِ

يَا رَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِيْ غَيْرَ مُنْعَكِسٍ

لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِيْ غَيْرَ مُنْخَرِمِ

وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فِي الدَّارَيْنِ اِنَّ لَهُ

صَبْرًا مَتَى تَدْعُهُ الْأَهْوَالُ يَنْهَزِمِ

وَائْذَنْ لِسُحْبِ صَلَاةٍ مِنْكَ دَائِمَةٍ

عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمِ

مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيْحُ صَبَا

وَأَطْرَبَ الْعِيْسَ حَادِي الْعِيْسِ بِالنَّغَمِ

ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِيْ بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرٍ

وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِي الْكَرَمِ

وَالْآلِ وَالصَّحْبِ ثُمَّ التَّابِعِيْنَ فَهُمْ

أَهْلُ التُّقَى وَالنَّقَى وَالْحِلْمِ وَالْكَرَمِ

يَارَبِّ بِالمُصْطَفَی بَلِّغ مَقَاصِدَنَا

وَاغْفِرْلَنَا مَامَضَی يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ

وَاغْفِرْ إِلَهِيْ لِكُلِّ الْمُسْلِمِيْنَ بِمَا

يَتْلُوْهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَفِي الْحَرَمِ

بِجَاهِ مَنْ بَيْتُهُ فِيْ طَيْبَةٍ حَرَمٌ

وَاِسْمُهُ قَسَمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقَسَمِ

وَهَذِهِ بُرْدَةُ الْمُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ

وَالْحَمْدُ لِلهِ فِيْ بَدْءٍ وَفِيْ خَتَمِ

أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّيْنَ مَعْ مِائَةٍ

فَرِّجْ بِهَا كَرْبَنَا يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ

الدعاء : الصلاة المشيشية

اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلٰى مَنْ مِنْهُ انْشَقَّتِ الْأَسْرَارُ، وَاَنْفَلَقَتِ الْأَنْوَارُ، وَفِيْهِ ارْتَقَتِ الْحَقَائِقُ، وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُ اٰدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَعْجَزَ الْخَلَائِقَ، وَلَهُ تَضَاءَلَتِ الْفُهُومُ فَلَمْ يُدْرِكْهُ مِنَّا سَابِقٌ وَلَا لَاحِقٌ، فَرِيَاضُ الْمَلَكُوْتِ بِزَهْرِ جَمَالِهِ مُوْنِقَةٌ، وَحِيَاضُ الْجَبَرُوتِ بِفَيْضِ أَنْوَارِهِ مُتَدَفِّقَةٌ، وَلَا شَيْءَ إِلَّا وَهُوَ بِهِ مَنُوْطٌ، إِذْ لَوْلَا الْوَاسِطَةُ لَذَهَبَ كَمَا قِيلَ الْمَوْسُوطُ، صَلَاةً تَلِيقُ بِكَ مِنْكَ إِلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ.

اللّٰهُمَّ إِنَّهُ سِرُّكَ الْجَامِعُ الدَّالُ عَلَيْكَ، وَحِجَابُكَ الْأَعْظَمُ الْقَائِمُ لَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، اللّٰهُمَّ أَلْحِقْنِيْ بِنَسَبِهِ، وَحَقِّقْنِي بِحَسَبِهِ، وَعَرِّفْنِي إِيَّاهُ مَعْرِفَةً أَسْلَمُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْجَهْلِ، وَأكْرَعُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْفَضْلِ، وَاحْمِلْنِيْ عَلٰى سَبِيْلِهِ إِلٰى حَضْرَتِكَ، حَمْلًا مَحْفُوْفًا بِنُصْرَتِكَ، وَاقْذِفْ بِيْ عَلٰى الْبَاطِلِ فَأَدْمَغَهُ، وَزُجَّ بِيْ فِيْ بِحَارِ الْأَحَدِيَّةِ، وَانْشُلْنِيْ مِنْ أوْحَالِ التَّوْحِيْدِ، وَأغْرِقْنِيْ فِيْ عَيْنِ بَحْرِ الْوَحْدَةِ حَتَّى لَا أَرَى وَلَا أَسْمَعَ وَلَا أَجِدَ وَلَا أُحِسَّ إِلَّا بِهَا.

وَاجْعَلِ اللّٰهُمَّ الْحِجَابَ الْأَعْظَمَ حَيَاةَ رُوْحِيْ، وَرُوْحَهُ سِرَّ حَقِيقَتِيْ، وَحَقِيْقَتَهُ جَامِعَ عَوَالِمِيْ بِتَحْقِيْقِ الْحَقِّ الْأَوَّلِ، يَا أَوَّلُ يَا اٰخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ، اِسْمَعْ نِدَائِيْ بِمَا سَمِعْتَ نِدَاءَ عَبْدِكَ زَكَرِيَّا (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَانْصُرْنِيْ بِكَ لَكَ، وَأَيِّدْنِيْ بِكَ لَكَ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، (وَحُلْ بَيْنِيْ وَبَيْنَ غَيْرِكَ)(٣). اللهُ. اللهُ. اللهُ.

إِنَّ الَّذِيْ فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْاٰنَ لَرَادُّكَ إِلٰى مَعَادِ.

رَبَّنَا اٰتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (٣).

إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلٰى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ اٰمَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيمًا.

صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ عَدَدَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَعَدَدَ كَلِمَاتِ رَبِّنَا التَّآمَّاتِ الْمُبَارَكَاتِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

۩

Baca juga yang lainnya...
  • Dalail Khairat

    Kumpulan shalawat kepada Nabi Muhammad SAW yang disusun oleh Imam Muhammad bin Sulaiman Al-Jazuli

  • Basyairul Khairat

    Kumpulan shalawat kepada Nabi Muhammad SAW yang disusun oleh Syekh Abdul Qadir Al-Jailani

  • Sholawat Yusriyyah

    Kumpulan shalawat kepada Nabi Muhammad SAW yang disusun oleh Syekh Yusri Rusydi As-Sayyid Jabr Al-Hasany